التي لا ترتبط بشخص
أو مركز أو جهة معينة ، وليس لها من يتصدىٰ لها علىٰ وجه التعيين ، مثل الأوقاف ونظائرها. كما أن التاريخ ـ أي : تاريخ الإنسانية ـ
يؤكد أنّ كلّ مجتمع يحتاج في بقائه واستمراره إلىٰ شخص أو مركز ( سلطة ) يتحليان بارادة وإدراك تفوق إرادة الآخرين وادراكهم (١)
ـ وهذا ما اصطلح عليه الغرب كما ذكرنا سابقاً الرجل ما فوق ـ Super man ) ـ مما يبرز
حاجيات الأفراد النفسية لهذا الشخص ، وهذه حالة طبيعية في الإنسان ، فإن من فطرة الإنسان الانبهار بالأقوىٰ والانصياع له واعتباره قدوة ، وفي أيامنا الحالية نلاحظ أنها متجلية بشكل كبير بحيث ترىٰ الأشخاص منبهرين بممثل أو لاعب كرة القدم أو مغني ، رغم أن إبداعهم جاء في مجال معين ومحدد ، لكن الرغبة الدفينة تبقىٰ قائمة (٢). فكيف تصدىٰ الإسلام إلىٰ هذه
الفكرة ؟ خصوصاً بعد ما رأينا سابقاً أن منهج الشورىٰ يبقىٰ منهج سرابي يفتقد العلمية والاستمرارية ويفتقر إلىٰ القاعدة الفكرية المتينة. فهل الإمامة منصب إلهي أم بشري ؟ الامامة
والقرآن قال الله تعالىٰ في كتابه العزيز
: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي
إِسْرَائِيلَ ______________ (١) السيد محمد حسين
الطباطبائي ، مقالات تأسيسية ص ١٥٧. (٢) للمزيد من
الإطلاع علىٰ هذه الفكرة راجع : الأُمة والإمامة ، علي شريعتي.