يتصدىٰ لهذا
المنصب ، ألا وهما العلم والقوة ( وَزَادَهُ بَسْطَةً
فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ )
(١) ، وهما أمران لازمان
لاستقرار المجتمع ، إذ أن الملك هو استقرار السلطة علىٰ مجتمع من الناس حيث كان الغرض الوحيد منه أن تتلاءم الإرادات المتفرقة من الناس وتجتمع تحت إرادة واحدة وتتحدد الازمة باتصالها بزمام واحد فيسير بذلك كل فرد من غير حق ، ولا يتأخر فرد في غير حق. وبالجملة الغرض من الملك أن يدبر صاحبه
المجتمع تدبيراً يوصل كل فرد من أفراده إلىٰ كماله اللائق به ، ويدفع كل ما يمانع ذلك. والذي يلزم وجوده في نيل هذا المطلوب
أمران : أحدهما : العلم بجميع مصالح حياة الناس
ومفاسدها. وثانيها : القدرة الجسمية علىٰ إجراء
ما يراه من مصالح المملكة (٢). إذن والواضح من خلال النص القرآني أن
مسألة الحكم خارجة عن إرادة المحكومين ، بل هي لطف إلهي للأمة حتىٰ تسير في طريق الحق الإلهي بقيادة عارفة بمستلزمات المجتمع ومتطلباته ، وهذه القيادة ليس لها فقط السلطة السياسية ، لأنه لو كان ذلك لكان الاقتصار علىٰ مسألة القوة ، بل السلطة الدينية والعلمية ، فكانت من الخصائص المهمة التي الهم الله بها الملك المختار هو العلم. ______________ (١) البقرة : ٢٤٧. (٢) السيد محمد حسين
الطباطبائي : تفسير الميزان : ٢ / ٢٩١.