خلال هذه الآية كذلك
، وذلك في قوله تعالى ( لَا يَنَالُ عَهْدِي
الظَّالِمِينَ )
، وهذا مرتبط بكون التعيين للإمامة جاء من الله إلىٰ ابراهيم عليهالسلام
ويسري هذا الأمر والاختيار علىٰ القائمين من ذريته ، وشرطه في ذلك انتفاء الظلم عن الأشخاص المختارين ، لكن ما الظلم الذي يكون حائلاً دون تسلّم هذا المنصب الكبير ؟ أخرج ابو الحسن الفقيه ابن المغازلي
الشافعي في مناقبه عن عبد الله ابن مسعود قال : قال رسول الله : « أنا دعوة أبي إبراهيم » ، قلت : يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم ؟ قال : « أوصىٰ الله عز وجل إلىٰ إبراهيم ( إِنِّي جَاعِلُكَ
لِلنَّاسِ إِمَامًا )
، فاستخف إبراهيم الفرح ، قال ( وَمِن ذُرِّيَّتِي ) أئمة مثلي ، فأوحىٰ الله عز وجل
: أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهداً لا أفي لك به ، قال : يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به ؟ قال : لا أعطيك لظالم من ذريتك عهداً ، قال إبراهيم عندها : (
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ
النَّاسِ )
(١) ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: فانتهت الدعوة إلي والى علي ، لم يسجد أحدنا لصنم قط ، فاتخذني نبياً ، واتخذ علياً وصياً » (٢). إن الإطلالة القرآنية علىٰ موضوع
الولاية تضع أمامنا كون منصب قيادة الأمة لا يكون بانتخاب الناس ، وذلك لكون الناس قاصرين عن ______________ (١) ابراهيم : ٣٥ ـ
٣٦. (٢) ابن المغازلي
الشافعي ، مناقب ابن المغازلي ص ٢٧٦.