ترك الأمر شورىٰ
بين الناس ، وهذا ما اثبتنا وهنه خلال التحدّث عن الشورىٰ. فإذا قيل : لم يوص ، وإنما ترك الأمر
شورىٰ ، ومراده الخروج من مأزق الأحاديث الواردة في مجال التوصية الخاصة بعلي وآل البيت عليهمالسلام
، وعلىٰ فرض هذا فإن أبا بكر يصير أَنبه من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ـ وحاشا ذلك ـ باعتباره أوصىٰ لعمر بن الخطاب ، وسببه في ذلك هو مخافة الاختلاف بين الناس ، فكيف خاف أبو بكر من الاختلاف ولم تطرح علىٰ شخص الرسول فيعني هذا أن الخليفة الأول أفهم بظروف وحالات المجتمع من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وأما القول الثاني وهو وجود دلالة نصّية
علىٰ تعيين ابي بكر وقد اختلفت الدلالة إلىٰ قسمين. دلالة رمزية في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « مرو أبي بكر فليصلي بالناس » ، وقد نفى هذا ابن حزم وانه سبب جعل أبي بكر يستلم الآمر وقد ذكرنا سابقاً في كون هذا الحديث يطرح إشكالية تهدم أسس الفقه السني. ودلالة مباشرة في حديث عائشة والذي يثبت النص والاسناد ضعفه لكن هذا يبرز قسمة ثانية وهي أن هذه الأحاديث هي نتاج ردة فعل علىٰ أحاديث ثابتة تعالج نفس المشكل وهو خلافة الامة وقد أفاضت كتب العامة بالأحاديث التي تتحدث عن أصحاب الحق الشرعي. لقد صادفنا في الآيات القرآنية السابقة
كون منصب الولاية يستلزم خصال واجبة التوفر في شخص الولي فهل تحققت في خلفاء أهل