« وقد علمتم موضعي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا وليد يضمني إلىٰ صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه » (١).
وأما عن علمه عليهالسلام فقد كانت له منزلة عند الرسول حيث كان يأتيه في كل ليلة فيعلمه وكان تابعه حيثما حل وأرتحل فقد قال الامام عن نفسه : « ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به (٢).
ولعظمة هذه الشخصية تاهت فيه أقوام وغالوا في حقه حتىٰ ألهوه ، فكيف لا يتيه فيه الشخص لولا اللطف الإلهي ، وهو الذي وضعه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فوق كتفه عند هدم أصنام الكعبة وهو حامل باب خيبر حيث لم يستطع أكثر من عشرة أنفار حمله. وهو قاهر الكفار والمشركين والمنافقين والعلامات قائمة والآيات ظاهرة تدل دلالة واضحة علىٰ إمامته عليهالسلام ورغم ما يمكن أن نكتب عنه فإننا لن نوفي له حقه لكن نورد أقوالاً :
قال عمر بن الخطاب : « عقمت النساء أن يلدن مثل علي بن أبي طالب » (٣).
______________
(١) نهج البلاغة ، شرح محمد عبده : ٢ / ١٨٢.
(٢) نهج البلاغة ، شرح محمد عبده : ٢ / ١٨٢.
(٣) الأميني ، الغدير : ٦ / ٣٨.