كبير لا يتوفر نظيره في كثير من قضايا الإسلام البديهية التي لا شك فيها لمسلم عادة ) (١).
إذن هذا الكم الهائل من الأحاديث الواردة لم يكن عن عبث أو افتراء وكذب ، بل هي إبراز وتأييد لفكرة إسلامية ، حيث لا يمكن أن يكون مجرد الشك في الحدث مدعاة لإلغاء كل ذلك الموروث من ساحة الفكر الإسلامي ، لأن أصل الخبر واحد ودائرة حركته تتسع في كل الأوساط الإسلامية مما يعطي لهذا الخبر دلالة واقعية وحقيقة ثابتة.
ربما قد يكون التاريخ تلاعب بمفهومه حتىٰ أصبح مجرد أسطورة غير قابلة للتصديق ، لكن العقل الحر المتأمّل فيها لا يجد عيباً أو حرجاً في تقبلها والإيمان بها ، وخصوصاً وكما أسلفنا سابقاً إذا كانت قائمة علىٰ أسس دينية تشريعية قوية ، والتي تتمثل في القرآن والسنة النبوية.
كما أن كثيراً من السلف ـ رضي الله عنهم ـ لم يعارضوا هذا القول ، بل جاءت شروحهم وتقريراتهم موافقة لإثبات هذه العقيدة عند المسلمين (٢) ، كما أنّ بعض المرويات الصحاح عند السنة تورد اسم هذا الشخص في آخر الزمان باسم الإمام ، وخصوصاً في البخاري من حديث أبي هريرة : « كيف بكم إذا نزل فيكم المسيح ابن مريم وإمامكم
______________
(١) الشهيد محمد باقر الصدر : بحث حول المهدي ص ٦٣.
(٢) الدكتور عبد الباقي : بين يدي الساعة ص ١٢٣ ـ ١٢٥.