مع السيوطي
حينما تكون الدفاعات مبنية علىٰ أسس عاطفية لا علىٰ مقوّمات عقلية وعلمية سريعاً ما يظهر ضعفها وتسقط ركائزها. ومثال ذلك ما جاء علىٰ لسان جلال الدين السيوطي في المنهج السوي في ترجمة الإمام النووي علىٰ هامش صحيح مسلم وبالضبط في التعليق علىٰ الحديث ٢٣٨١ في باب فضائل أبي بكر حيث قال : « وأما علي رضياللهعنه فخلافته صحيحة بالإجماع وكان هو الخليفة في وقته لا خلافة لغيره ، وأما معاوية رضياللهعنه من العدول الفضلاء والصحابة النجباء رضي الله عنهم ، وأما الحروب التي جرت فكانت لكل طائفة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها وكلهم عدول رضي الله عنهم متأولون في حروبهم وغيرها ... فكلهم معذورون رضي الله عنهم » (١).
بقراءتنا لنص التعليق نجد إن الإمام علي عليهالسلام خليفة شرعي للأمة ، وأما معاوية فهو من هذه الأمة وخرج لقتال إمامها ، فنسأل الشيخ جلال الدين : ما قول الشرع في ذلك ؟ لن نناقشه باقوالنا ، ولكن ندعه يجيب علىٰ نفسه في الحديث ١٨٥٣ من صحيح مسلم باب من فرق أمر المسلمين قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( ستكون هنات وهنات (٢) فمن أراد أن يفرق هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان ).
______________
(١) جلال الدين السيوطي : المنهج السوي في ترجمة الإمام النووي علىٰ هامش صحيح مسلم ج ٧ ص ٣٦ طبعة ١٩٩٥ دار الفكر للطباعة والنشر.
(٢) هنات وهنات بمعنىٰ فتن.