عملية الهدم ، وهو ما أطلق عليه د. حسن حنفي تثوير التاريخ من أجل ثورة حقيقية لهذه الامة واستعادة دورها الطلائعي في العالم. لأن التاريخ والدراسات القويمة لا تقتصر علىٰ كونها من معطيات الماضي فقط وبقائها كشيء لا قيمة له بل انه يستطيع أيضاً أن يلقي علينا ظلاً ساماً.
فهناك أفكار لم ندع عقولنا تعمل فيها مباشرة ، وذلك لاننا وجدناها مُعدّة الصياغة في مجرىٰ التاريخ ، والافكار التي ورثناها لا تسمح ببروز الحق ليعمل عمله وإنما تظهره من خلال قناع جنائزي ، والانجازات البالية التي تنتقل من حضارة منحلة إلىٰ مجرىٰ عصر جديد كثيراً ما تصبح مثل افرازات الدورة الجسمية وتفعل فعل السموم (١). فيا ترىٰ هل كان التاريخ الإسلامي فعلا كان نزيهاً إلىٰ حد تصديق كل مافيه ؟ أم هو نتاج تحالفات سياسية وايديلوجية أدت إلىٰ ظهوره علىٰ الشكل الموجود عليه حالياً ؟
______________
(١) المصدر السابق ص ٥٨.