وقد ذكر الواقدي وغيره في الوفاة أخباراً كثيرة فيها نكارات وغرابة شديدة أضربنا عن أكثرها صفحاً لضعف أسانيدها ونكارة متونها ولا سيما ما يورده كثير من القصاص المتأخرين وغيرهم فكثير منه موضوع لا محالة وفي الأحاديث الصحيحة والحسنة المروية في الكتب المشهورة غنية عن الأكاذيب وما لا يعرف سنده والله أعلم (١).
وأثناء دراسة البداية والنهاية ستصل حتماً إلىٰ أنّ هذه الانتقائية تغلب عليها السذاجة والعاطفة المذهبية ، وكل رواية وتظهر تلك الفترة بشيء من المزايا وعلىٰ علّة مضمونها يصدقها ويسلم بصحتها بحيث يرىٰ أن السعيد من قابل الأخبار بالتصديق والتسليم (٢) ، فيغيب بذلك عنده النظر الذي يجعل في المادة التاريخية تناسقاً بحيث لا يغلب عليها الارتجال.
وكذلك لا أظن أن التكرار المتزايد للأحداث هو من قبيل العبث ، كما أنه لا يغيب عن أحد أقطاب العلم وهو يؤلف ، ولكن هي حركة يراد منها تثبيت فكرة معينة.
كما أن هذا التكرار ليس عاما لكل الأحداث بقدر ماهو خاص بأحداث معينة وقعت بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذلك خلال الفتنة الكبرىٰ.
______________
(١) البداية والنهاية : ٥ / ٢١٤.
(٢) المصدر السابق : ١ / ٤.