تيمية ، فقد درس علىٰ أيدي مئات الشيوخ ، إلّا أن الذين أثروا فيه وتتبع خطاهم قلة وكان علىٰ رأسهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية ، إذ كانت له به خصوصة ومناضلة عنه واتباع له في آرائه (١). ولعلاقته الوطيدة بابن تيمية فقد كان هذا الأخير هو دافنه في مثواه الأخير ـ ودفنه في مأواه الأخير بتربة شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية بمقر الصوفية خارج باب النصر من دمشق حسب وصيته (٢).
من هنا تظهر العلاقة الوطيدة بين زعيم التيار السلفي ألا وهو ابن تيمية وتلميذه النجيب ابن كثير الذي كرس كل جهده لتكريس النظرة السلفية ـ التيمية ـ للتاريخ ، والذي جعل هذه المدونة التاريخية عبارةً عن سجل دفاع ، ورد خصومات ، وتهجم علىٰ الفرق الأخرىٰ وخاصة الشيعة. ونظراً للترابط الوثيق بين ابن كثير وابن تيمية افردنا لهذا الأخير بحثاً خاصاً وموجزاً يعرض رؤيته التاريخية.
______________
(١) احمد أبو ملحم : ترجمة ابن كثير البداية والنهاية ١.
(٢) المصدر السابق.