عباس يقول : أعطي علي تسعة أعشار العلم وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي (١) من هنا يضمحل قول ابن تيمية أمام التبجيل العظيم والاعتراف الصريح بأفضلية علي عليهالسلام علىٰ جميع المسلمين.
لكن ياليت ابن تيمية وقف عند هذا الحد ، بل تعداه إلىٰ شخصية الامام الجهادية والتي قامت مدافعة لرأب صدع الإسلام وجمع شتات المسلمين بحيث رأىٰ أن علياً لم يقاتل علىٰ طاعة الله ورسوله بل قاتل ليطاع هو (٢). فلو كانت محاربته محاربة للرسول لكان المنتصر في آخر الامر هو ، ولم يكن الامر كذلك بل كان آخر الأمر يطلب مسالمة معاوية (٣).
إن هذا الأمر ليس غريباً عن رجل مثله فهو أول رجل يحقق أحلام دمشق القديمة في خلق كتاب فضائل معاوية (٤) وقد جمع لأول مرة في التاريخ كتاباً منفرداً بعنوان ـ فضائل معاوية وفي يزيد وأنه لا يسب ـ (٥) علماً أن هناك بون شاسع بين المسلمين الأوائل ، والطلقاء أبناء الطلقاء ولسنا هنا في معرض الدفاع والرد علىٰ ما قاله بقدر ماهو طرح لهذه الافكار الشاذة والتي ما قال بها أحد قبله.
______________
(١) صائب عبد الحميد ، ابن تيمية حياته ، عقائده ص ٣٢٨.
(٢) ابن تيمية ، منهاج السنة : ٢ / ٢٠٢ ـ ٢٠٥.
(٣) المصدر السابق : ٢ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤.
(٤) صائب عبد الحميد ، ابن تيمية حياته ، عقائده ص ٢٧٨.
(٥) الوافي بالوافيات : ٧ / ١٦ بواسطة صائب عبد الحميد.