ولم يقف الامر عند هذا الحد بل أصبح يبيح قتل المسلمين وجعل القتل أمراً عادياً إذا كان في مكائد الحرب علماً أن المقتول هذه المرة هو الحسن بن علي عليهالسلام وحبيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والذي قال فيه رسول الله سيد شباب أهل الجنة وريحانته ، فكيف وأن الإسلام شد الوعيد علىٰ من قتل مسلماً متعمداً فجزاؤه جهنم لقوله تعالىٰ : ( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ) (١).
فيأتي ابن تيمية ببرودة ويقول إن معاوية حين أمر بسم الحسن وقتله كان ذلك من باب القتال الدائر بينهما (٢). وهذا من باب التبريرات التاريخية الواهية فكيف يأمر بسمه وقد عاهده علىٰ الصلح ولا أظن أن الامام الحسن عليهالسلام ممن ينسىٰ أنّ وعد المسلم دين عليه. فحادثه التسميم كانت بعد الصلح وبهذا يصبح لا مبرر لهذا العمل الشنيع والذي لم يحرك له شيخنا الجليل ساكناً.
والأشنع من ذلك موقف ابن تيمية من ثورة الامام الحسين حيث يرىٰ أن مفسدة ثورة الامام الحسين عليهالسلام أعظم من مصلحتها ، ورأى أن كل من خرج علىٰ إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد علىٰ فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير (٣) ، وبهذا يصير يزيد الفاسق شارب الخمر واللاعب بالقرود إماماً والذي قام لإصلاح هذا الوضع حيث قال
______________
(١) المائدة : ٣٢.
(٢) منهاج السنة ، ابن تيمية : ٢ / ٢٢٥.
(٣) المصدر السابق : ٢ / ٢٤١.