المؤمنين الذين قاموا بوظائف الاعتقاد الحق والعمل الصالح.
وهذا السياق يشبه سياق السور المكية غير أن المنقول عن بعضهم أن قوله : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ) (١) مدني والاعتبار يؤيده لأن ظاهره الزكاة قد شرعت بالمدينة بعد الهجرة وكون هذه الآية مدنية يستتبع كون الآيات الحافة بها الواقعة وهي أربع عشرة آيات قوله : ( إِلَّا الْمُصَلِّينَ ) إلىٰ قوله : ( فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ) مدنية لما في سياقها من الاتحاد واستلزام البعض للبعض.
ومدنية هذه الآيات الواقعة تحت الاستثناء تستدعي ما استثنيت منه وهو علىٰ الأقل ثلاث آيات قوله : ( إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ) إلىٰ قوله ( مَنُوعًا ) علىٰ أن قوله ( فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ) متفرع علىٰ ما قبله تفرعاً ظاهراً وهو ما بعده إلىٰ آخر السورة ذو سياق واحد تكون هذه الآيات أيضاً مدنية.
ومن جهة أخرىٰ مضامين هذا الفصل من الآيات تناسب حال المنافقين الحافين حول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن اليمين وعن الشمال عزين وهم الرادون لبعض ما أنزل الله من الحكم وخاصة قوله ( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ ) الخ ، وقوله ( عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ ) الخ علىٰ ما سيجيء ، ومواطن ظهور هذا النفاق المدينة لا مكة ، ولا ضير في التعبير عن
______________
(١) المعارج : ٢٤.