لعمري ما أغرب أن تجد إنساناً يؤرخ لفترة زمنية وبقناعات ذاتية مرتبطة بتوجهه الايديلوجي يخبط خبط عشواء في سرد الأحداث والوقائع ، حتىٰ أنه لا يستطيع هو نفسه استيعاب ما يريد إبلاغه للآخرين لذا تجده يورد أحداثاً في قضية معينة وكل حدث يناقض بعضه. مما يعطي رؤية علىٰ أن هذا الشخص غير مقتنع تمام الاقتناع بالقضايا التي يطرحها إذ أنه أصبح أسير الموروثات القديمة التي كونت لديه نفسية تاريخية تحدها أبعاد مذهبية. والعدد الهائل من الروايات التي يتعامل معها بعضها يعكس الحقيقة وقد تكون مخالفة لاعتقاداته واخرىٰ هي من إنتاج التاريخ مما يحدث تصادماً بين هذه المعطيات الشيء الذي يدفع بالمؤرخ المتعامل مع هذه النصوص بإدراجها بأجمعها وإدخال قلمه علىٰ حسب قدرته لتبرير فعل أو الدفاع عنه أو أقرب طريقة لذلك وهو تضعيفه سند الرواية والانتصار للمرويات المفضلة عنده. أو بطريقة أخرىٰ أسهل وهو إهمال الرواية وعدم إدراجها نظراً لما تحمله من دلالات ومعاني وبالتالي تخليص النفس من الدفاع والبحث عن الانتصار.
وقد كان ابن كثير أحد هؤلاء المؤرخين
حيث أذهلتني موسوعته