وخرج إلىٰ المسجد ( أي أبو بكر ) وعمر يخطب في الناس ويتكلم ويقول : إن رسول الله لا يموت حتىٰ يفني الله المنافقين ، فتكلم أبو بكر فحمد الله وأثنىٰ عليه ، ثم قال : إن الله يقول : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ... ) الآية حتىٰ فرغ من الآية فقال : من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، فقال عمر : إنها في كتاب الله وما شعرت أنها في كتاب الله (١) ثم قال عمر : يا أيها الناس هذا أبو بكر فبايعوه فبايعوه (٢) ومنه تكون البيعة قبل توجه المهاجرين الثلاثة إلىٰ السقيفة.
قد يقول قائل إن البيعة أولها كانت في المسجد وبعدها ذهبوا لإقناع الانصار في السقيفة لكن يخرج علينا إبن كثير برواية تجيب عن هذا السؤال وتبين أن البيعة الأولىٰ كانت في السقيفة حيث يقول ابن كثير علىٰ لسان أبي بكر وهو في السقيفة : وقد رضيت لكم هذين الرجلين أيهما شئتم وأخذ بيدي ـ أي يد عمر ـ ويد أبي عبيدة ابن الجراح.
إذن العقل ماذا يقول ؟ إذا كانت البيعة قد تمت قبل الحضور في السقيفة وتم تنصيب أبي بكر ولياً للمسلمين فلماذا يختار لهم أحد الرجلين عمر وأبي عبيدة بن الجراح. ومنه يكون القول بالبيعة الأولىٰ
______________
(١) خلال إنكار عمر لموت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أبو بكر آنذاك في السنح خارج المدينة ؟!
(٢) ابن كثير ، البداية والنهاية ص ٢١.