بصلاتهم لم يجتمع معهم (١) بل وصل به الأمر أنه دعى إلى محاربتهم وكان هو علىٰ يقين من خروجهم عن جادة الشرع بحيث قال : أما والله لو أن لي ما أقدر به علىٰ النهوض ، لسمعتم مني في أقطارها زئيراً يخرجك أنت وأصحابك ، ولألحقنك بقوم كنت فيهم تابعاً غير متبوع خاملا غير عزيز (٢) وهكذا فإن المصداقية الشرعية تُفقد ، وما الدعوة إلىٰ محاربتهم إلّا دليل علىٰ ذلك ، ولا أظن أن سعد بن عبادة غافل عن تحريم القتال بين المسلمين.
وأما الاجماع فخروج نفر واحد له مكانته في قومه وبين المسلمين لخير دليل علىٰ سقوط القول بالإجماع ولا أظن أحداً من المؤرخين قال أن سعداً تنازل عن موقفه هذا إلّا مؤرخنا الكبير ابن كثير بحيث خالف الإجماع التاريخي وذكر بأنّ ابن سعد تنازل واعترف بإمارة القرشيين إذ يقول أن أبي بكر قال له : ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال وأنت قاعد ، قريش ولاة الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم ، فقال له سعد : صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء (٣).
وهذا جزء من التبريرات والشرعنة الواهية التي يتبعها ابن كثير
______________
(١) الامامة والسياسة ، ابن قتيبة ص ١٠.
(٢) المصدر السابق.
(٣) البداية والنهاية : ٥ / ٢١٨.