علي أبو السبطين علامة الورى |
|
وما زال للأحكام يبدي وينشر |
السادس : لزوم السنخية بينها وبين النبوة
لقوله تعالى : ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ) (١) وهذه النسخية واضحة جلية بين النبيّ وعليّ ، لكنها غير موجودة أصلاً بين النبيّ وبين من ألصق به لقب الصدّيقية من قِبل أتباعه.
إذ لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي ، دعا أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ، فلما سار غير بعيد نزل عليه صلىاللهعليهوآله جبرائيل عليهالسلام وقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول : لا يؤدي عنك إلّا أنت أو رجل منك.
فاستدعى رسولُ الله علياً وقال : اركب ناقتي العضباء والحق أبا بكر وخذ براءة من يده ، وامض بها إلى مكة فانبذ بها عهد المشركين إليهم ، وخَبِّر أبا بكر إمّا أن يسير مع ركابك أو يرجع إليَّ.
فركب أمير المؤمنين الناقة العضباء ، وسار حتى لحق أبا بكر ، فلما رآه جزع من لحوقه واستقبله وقال : فيم جئت يا أبا الحسن ، أسائر أنت معي أم بغير ذلك ؟
فقال علي عليهالسلام : إن رسول الله أمرني أن أخيّرك بين أن تسير معي أو ترجع إليه ؟ فقال : بل أرجع إلى النبي.
فلما دخل على النبي ، قال : يا رسول الله إنّك أهّلتني لأمر طالت الأعناق إليَّ فيه ، فلما توجهت إليه رددتني عنه ، مالي ؟ أنزل فيَّ قرآن ؟
قال النبي : لا ، ولكن الأمين هبط عليّ عن الله بأنّه لا يؤدي عنك إلّا أنت أو
_______________________________________
١. النساء : ٦٩.