فالصدّيق إن لم يكن نبياً أو وصياً يجب عليه أن يكون ممن صدّق الرسالة بكل وجـوده وآمن برسالة السـماء إيمان قلب وعقيدة ، لا أن يكون مشككاً في الرسالة ، كما في كلام الصدّيقة عائشة !! حيث أنها وبعد تشكيكها بعدالة الرسول قالت : ألست تزعم أنك رسول الله ؟ فلطمها أبوها في وجهها. (١)
وقالت مرّة أُخرى للنبيّ صلىاللهعليهوآله : اتق الله ولا تقل إلّا حقّاً ، فرفع أبو بكر يده فرشم أنفها وقال : أنتِ لا أُم لكِ يا بنة أُم رومان تقولين الحق أنت وأبوكِ ، ولا يقولها رسول الله صلىاللهعليهوآله. (٢)
والصدّيقة هي التي لا تكذب بتاتاً ـ حتى على ضرتها ـ وذلك لا يتماشى مع ما جاء في الاستيعاب لابن عبد البر والإصابة لابن حجر من : أن رسول الله تزوج أسماء بنت النعمان ، فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة : اخضبيها أنت ، وأنا أُمشطها ، ففعلن ، ثم قالت إحداهما لأسماء : إن النبي يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول : أعوذ بالله منك.
فلما دخل رسول الله عليها وأرخى الستر مد يده إليها ، فقالت : أعوذ بالله منك ، فتلّ بكمه على وجهه (٣) واستتر ، وقال : عُذتِ معاذاً ، ثلاث مرات ، ثم ألحقها بأهلها. (٤)
_______________________________________
١. مسند أبي يعلى ٨ : ١٣٠ / ح ٤٦٧٠ ، مجمع الزوائد ٤ : ٣٢٢ ، المطالب العالية لابن حجر ٨ : ١٨٨ / باب كيد النساء / ح ١٥٩٩.
٢. سبل الهدى والرشاد ١١ : ١٧٣ عن ابن عساكر بسنده عن عائشة ، وانظر عين العبرة : ٤٥ والطرائف : ٤٩٢ عن إحياء العلوم للغزالي ٢ : ٤٣.
٣. أي أرخى بكمه على وجهه.
٤. الاستيعاب ٤ :
١٧٨٥ ، ت ٣٢٣٢ ، الإصابة ٨ : ٢٠ ت ١٠٨١٥ ، المستدرك للحاكم ٤ : ٣٦ ، الطبقات