الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمّد
وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد ، فإن هناك مفردات كثيرة في التاريخ والشريعة يجب الوقوف عندها والتأمّل في معانيها وإيحاءاتها ؛ لكونها أموراً ترتبط بالعقائد والأحكام والسيرة.
والصدّيقية من تلك المفردات التي تحمل في طيّاتها معاني عالية وتشير إلى مقامات إلهية ، وحيث أنّي ـ وحسب معلوماتي ـ لم أقف على رسالة مستقلة في هذا المجال ، وكلّ ما هو موجود في كلمات الأعلام إنّما هو إشارات عابرة إلى معنى الصدّيقية ذكروها استطراداً في بحوثهم الكلامية ولم ينقحوها تنقيحاً يلائم عقيلة الباحث الموضوعي اليوم ، وإسهاماً منّا في إثراء المكتبة الإسلامية قدمنا هذا الجهد المتواضع ليكون نواة لعمل مستقبلي لنا ولإخواننا الباحثين والمحققين.
فإنّ حياة السيدة فاطمة الزهراء تحمل
بين جوانبها تراثاً تاريخياً وعقائدياً وفقهياً ضخماً ، بل إنّ في كل مفردة من مفردات حياتها ( سلام الله عليها ) دروساً وعبراً ومواعظ ومعطيات يجب التأسّي بها. حتى في أسمائها وألقابها ، فهي تشير