اتضح لك ـ وفق الصفحات السابقة ـ من هو الصادق ومن هو الكاذب ، والآن نريد أن نوضّح من هو الصدّيق ومن هي الصدّيقة في المنظومة الإلهية ؛ لأن مرتبة الصدّيق هي أسمى وأرفع من مرتبة الصادق ، إذ هي صيغة مبالغة وهي غالباً ما جاءت في القرآن الكريم صفة للأنبياء :
كقوله تعالى : ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ ). (١)
وعن إبراهيم : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ). (٢)
وعن إدريس : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) ، (٣) وغـيرها.
ولم تلحظ هذه التسمية في القرآن الكريم لأشخاص عاديين وغير معصومين.
إذاً الصدّيقية هي صفة للأنبياء والأوصياء ، وإذا توسّعنا في مدلولها فإنّها ربّما أُطلقت على الصالحين الكُمّل من العباد الذين آمنوا بالله ورسله إيمان قلب
_______________________________________
١. يوسف : ٤٦.
٢. مريم : ٤١.
٣. مريم : ٥٦.