موسى ، وإجابة الرسول لمن يسلّم عليه وهو في القبر ، وإجابة الأئمة لنا حين نخاطبهم ، لأنّ الموت بالمنظور الإلهي هو الحياة الدائمة لا الفناء ، وهو وجود لا عدم ؛ لأنّه جل وعلا خلقهما معا لقوله تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ). (١)
فلو كان الموت هو الحياة ، فما أوجه الشبه بينه وبين الحياة الدنيوية ؟ وهل يعقل أن يحيا شخص دون أن يتكلم أو يأكل أو يشرب و ...
هذه أمُور يجب أن تطرح ويُبحث في جوانبها ، لكنّ من المؤسف حقاً أنّ هناك طوائف من الأُمة لا تدرك عمق هذه الأفكار ، فيتعاملون مع النبي والأئمة كأنهم أُناسٌ عاديّون بعيدون عن الملكات المعنوية الإلهية ، فترى أبا بكر مثلاً لا يعرف كنه آية التطهير فيتعامل مع الصدّيقة فاطمة الزهراء كما يتعامل مع أدنى امرأة من المسلمين تماماً ، وعمله هذا مخالف لصريح القرآن المجيد وما جاء به الرسول الأمين.
إن عدم تفهّمهم ودركهم لهذه الخصائص الإلهية قد يرجع إلى قلّة المعرفة بمكانة هؤلاء العباد المخلصين ، وقد يكون ـ علاوة على ذلك ـ لمطامع شخصيّة ، والثاني هو الأقرب إلى الحقيقة ومجريات الأحداث.
*
_______________________________________
١. سورة الملك : ٢.