الهدى ، ويستجلى العمى ، إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم. (١)
قال ابن شهرآشوب في المناقب قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) أمرنا سبحانه أمراً مطلقاً بالكون مع الصادقين من غير تخصيص ، وذلك يقتضي عصمتهم لقبح الأمر على هذا الوجه باتباع من لا يؤمن منه القبيح ؛ من حيث يؤدي ذلك إلى الأمر بالقبيح ، وإذا ثبت ذلك في الإمامة ثبت تخصصها بأمير المؤمنين وأولاده المعصومين بالإجماع ؛ لأن أحداً من الأُمة لم يقل ذلك فيها إلّا خصّها بهم ؛ ولأنّه لم تثبت هذه الصفات لغيرهم ولا ادعيت لسواهم. (٢)
الثالث : أن يكون مطهّراً
لا يخفى عليك أنّ التطهير يدخل ضمن العصمة ، لكنا جعلناه قسيماً للعصمة لاعتبارات خاصة ، إذ مر عليك قبل قليل أن الله أمر موسى أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه غيره وغير هارون وابنيه ، وهذا بعينه ما أمر الله به رسوله في وصيه وخليفته ، (٣) وجاء في مناشدة الإمام علي :
أنشدكم بالله ، أفيكم مطَهَّر غيري ، إذ سدَّ رسول الله أبوابكم وفتح بابي ، وكنت معه في مساكنه ومسجده ؟ فقام إليه عمّه فقال : يا رسول الله ، غلّقت أبوابنا وفتحت باب علي ؟
قال : نعم ، أمر الله بفتح بابه وسدّ أبوابكم ؟
_______________________________________
١. نهج البلاغة ٢ : ٢٧ / ١٤٤.
٢. مناقب ابن شهرآشوب ١ : ٢٤٧.
٣. خصائص السيوطي ٢ : ٤٢٤ ، غاية المرام ٣ : ١٩١ ، كتاب سليم : ١٩٥ ، ٣٢١ ، ٤٠٠.