على لسان عمر (١) وبين ما سميت به السيدة فاطمة الزهراء والمحدثين من آل بيت رسول الله.
ولا أدري هل فكر أحد معي في مداليل ومعاني كلمة الزهراء وارتباطها بالنور الإلهي ، وهل أنّ هذا هو لقب ومنزلة لها فحسب ؟ أم أنّه يمكن تعميمه على الأُخريات من بنات رسول الله حتى يمكن لعثمان بن عفان أن يلقب بذي النورين لتزوّجه بنتين من بنات رسول الله أو ربائبه ؟
ولعل النابه يقف على محاولات الخلفاء وأنصارهم لإطلاق هذه الأسماء والألقاب على من يريدونه ، ففي الوقت الذي يطلقون كلمة « الشهيد المظلوم » على عثمان بن عفان ، يهابون من إطلاق كلمة « الشهيدة المظلومة » على فاطمة الزهراء.
إن ألقاب الصدّيقة والمحدثة والشهيدة مفردات تحمل بين جوانبها معاني : العصمة ، والعلم ، والمظلومية ، وتشير إلى ثلاث مراحل من حياتها سلام الله عليها ، وما جرى لها وعليها.
وهذه الرسالة الموجزة ما هي إلا توضيح لمفردةٍ واحدة من تلك المفردات الكثيرة في التاريخ والشريعة فإنّ هذه الاسماء والألقاب وأمثالها جديرة بالوقوف عندها والتأمّل في مضامينها ، وهذا ما نرجوه من الأخوة أن يجعلوه نصب أعينهم في دراساتهم وبحوثهم عن هذه السيدة العظيمة سلام الله عليها.
وختاماً أسأل الله سبحانه أن يتقبل هذا القليل ، وأن يجعله في حسناتي مكفراً
_______________________________________
٦٢٢ ، ح ٣٦٩٣ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ٩٢ ، ح ٤٤٩٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ٣٩ ، ح ٨١١٩.
١. تاريخ واسط ١ : ١٦٧ ، حلية الأولياء ١ : ٤٢ ، الرياض النضرة ١ : ٣٧٦ ، المعجم الأوسط ٧ : ١٨ ح ٦٧٢٦ ، مجمع الزوائد ٩ : ٦٩.