على كل حميم ، فوقاه كل هول ، وواساه بنفسه في كل خوف ، فحارب حربه وسالم سلمه ... إلى آخره. (١)
ومن حديث أبي بكر الهذلي وداود بن أبي هند ، عن الشعبي ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : هذا أوّل من آمن بي وصدّقني وصلى معي. (٢)
وقد وصى الإمام عليٌّ كميلاً بقوله : يا كميل إنّ الأرض مملوءة من فخاخهم (٣) فلن ينجو منها إلّا من تشبّث بنا ، وقد أعلمك الله عزوجل أنه لن ينجو منها إلّا عباده ، وعبادُهُ أولياؤُنا.
يا كميل وهو قول الله عزوجل : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) ، وقوله عزوجل : ( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ).
يا كميل انج بولايتنا من أن يشركك في مالك وولدك كما أمر. (٤)
وهذا يعلن أنّ أهل البيت هم المعصومون والمصدّقون ، وهم الذين عناهم الباري في قوله : ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) لا أبو بكر وعمر ؛ لأن مساواتهم بالقرآن كما في حديث الثقلين يرشدنا إلى لزوم التمسّك بهم كما يجب التمسّك بالقرآن ، فلو كان الخطأ يقع منهم لما صح الأمر بالتمسك بهم ، وكما أن القرآن لا ريب فيه فما جاء عن أهل البيت لا ريب فيه ، ولو لم يكن أهل البيت معصومين لكان في اتّباعهم احتمال الضلال ، ولكنهم حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، والواسطة بين الله والخلق ، وهم كالقرآن ، فاختلاف أهل البيت مع أحدٍ من الناس يرشدنا إلى ضلال
_______________________________________
١. مروج الذهب ٢ : ٥٩ ، كتاب صفين : ١١٨ واللفظ له ، شرح ابن أبي الحديد ٣ : ١٨٨ ، جمهرة الرسائل ١ : ٤٧٧ / ٥٠٢.
٢. شرح ابن أبي الحديد ١٣ : ٢٢٥.
٣. أي من فخاخ الشياطين ، والفخاخ جمع فخ وهو آلة يصاد بها.
٤. بشارة المصطفى لشيعة المرتضى : ٥٥ ، تحف العقول : ١٧٤.