ودليله لا ينافي ما ثبت بالنصّ والإجماع من أنّ امّه هي المسماة (١) من غير معارض أصلاً ، بل الإجماع في جميع الأزمان والأصقاع سبقه ولحقه ، فإنه لو تدبّر ما ورد من النصوص المتكثّرة في بيان مبدأ خلق الإمام ، لعلم أن ما استند إليه لا يدلّ على دعواه ، ولا ينافي ما هو المجمع عليه بين الأمّة من غير نكير.
وبيانه يخرجنا عن موضوع الرسالة ، لكنّه يعرفه كلّ من تعلّق بأدنى غصن من شجرة الحكمة ، بل قد ورد عنه عليهالسلام في الكتب المعتبرة أنه قال ولدني أبو بكر مرّتين (٢) يشير به إلى تولّد امّه من محمّد وعبد الرحمن ابني أبي بكر ، والله العالم.
وفاته عليهالسلام
وأمّا انتقاله إلى دار كرامة الله تعالى ، فقال الكلينيّ رحمهالله : (مضى عليهالسلام في شوّال من سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، وله خمس وستون سنة ، ودفن في البقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه وجدّه والحسن بن علي عليهمالسلام) (٣).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (قبض عليهالسلام في شوّال على ما ذكره الكلينيّ في (الكافي) ، والمفيد في (الإرشاد) ، والشيخ في (التهذيب) ، والشهيد في (الدروس) ولم يعيّنوا اليوم منه. وقيل : في منتصف رجب يوم الاثنين سنة ثمانٍ وأربعين ومائة (٤). وعليه اعتمد صاحب كتاب (الحقائق الإيمانيّة) من أصحابنا ، والمشهور الأوّل).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (مضى عليهالسلام ليلة النصف من رجب ، ويقال : في شوّال سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، وله خمس وستّون سنة ، أقام منها مع أبيه وجدّه اثنتي عشرة سنة ، ومع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة ، وبعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة ، وتوفّيَ في أيّام أبي جعفر المنصور بعد ما مضى من ملكه عشر سنين ، ودفن بالبقيع مع أبيه وجدّه وعمّه الحسن عليهمالسلام) (٥).
__________________
(١) أي المسماة آنفاً ، وهي أُمّ فروة.
(٢) تهذيب الكمال ٥ : ٧٥.
(٣) الكافي ١ : ٤٧٢.
(٤) مرآة العقول ٦ : ٢٥.
(٥) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٦٦.