القائل بهما بل وشذوذه ، ولم نقف للأخير على مستند.
تنبيه :
إن قيل : مولد المعصوم خصوصاً سيّد الخلق بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يكون إلّا في غاية مراتب السعود ، والأيام المعروفة في زماننا بالكوامل وهي الثالث من كلّ شهر ، والخامس ، والثالث عشر ، والسادس عشر ، والحادي والعشرون ، والرابع والعشرون ، والخامس والعشرون قد ثبت بالنصّ والإجماع أنّها أيام منحوسة فكيف يكون مولد المعصوم فيها ، وذلك بظاهره يقتضي اجتماع الضدين أو النقيضين؟
فالجواب من وجوه :
أحدها : أن نحوس تلك الأيّام داء أو سمّ ، ومولد المعصوم فيه دواء مانع له عن مقتضى طبعه ، وكان ذلك لطفاً من اللطيف الرحيم بالضعفاء ، ومن لا يعلم النحس من السعد ، والغافل والمضطرّ. فبميلاد المعصوم فيه تنكسر سورته وتضعف شدّتهُ ، بل تخرج عن مقتضى أصل طبيعته إلى طبيعة أخرى ، فيكون ذا جهتين :
فبجهة نحسه يعمل في المعاند والمعادي للأيّام ومن ضعف إيمانه بسرّ آل محمّد وعلانيتهم صلّى الله عليه وعليهم فإن الإيمان بذلك جنة واقية من نحوس الأيّام وشرور الأنام وغير الأنام بقدر قوّته ويقين صاحبه ، فهو سعد لا نحس فيه.
وبجهة ما مازجها من سعد الميلاد الأشرف تنقمع طبيعتها ، وتمتنع عن العمل بمقتضاها عمّن ليس كذلك ، فقد ألقى الجليل الخليل في النار فكانت برداً وسلاماً ، وضرب الكليم العظيم بعصاه البحر فكان يَبساً ، فعلى هذا يسري ضعف نحوس باقي الأيّام السبعة التي لم يولد فيها المعصوم ، وتنكسر طبيعتها في الأيّام التي ولد فيها منها بجهد المناوعة أو المصانفة أو المجانسة أو الجهات الثلاث.
إلّا إن التعديل والتغيّر وقع في اليوم الذي ولد فيه المعصوم أوّلاً وبالذات ، وفيما سواه ثانياً وبالعرض ، فهو أشدّ نحساً ممّا ولد فيه معصوم منها. فبركة ولادته لا تحصى حتّى ورد عن أهل العصمة أن الليلة التي يولد فيها الإمام لا يولد فيها