وعليه اعتمد الشيخ في (التهذيب) (١). وعلي بن عيسى الإربليّ (٢) لم يذكره سواه ، وهو ظاهر الشهيد رضياللهعنه في (الدروس) (٣).
والأصحّ عندي أنه عليهالسلام ولد يوم الأحد سابع شعبان ، والرواية به صحيحة ؛ لأنّ الشيخ رواها في (المصباح) (٤) عن صفوان بن مهران ، وطريقه إليه صحيح ، وهو ثقة جليل.
والرواية الاولى ليست بصحيحة الإسناد ، بل ولا حسنة ولا موثّقة ، بل غير مسندة. ويؤيّد ما قلناه الدعاء المروي عن صاحب الأمر عليهالسلام ، فإنّه قال فيه أسألك بحقّ المولودَينِ في رجب : محمّد بن علي الثاني ، وابنه علي بن محمّد المنتجب (٥) ، فإنه صريح أو كالصريح في أنه عليهالسلام لم يتولّد في رجب ؛ إذ لا يحسن تركه عليهالسلام وذكر الإمامين العظيمين وهو أفضل منهما وأعظم ، كما لا يخفى) ، انتهى.
وأقول : الداعي بهذا الدعاء عجّل الله فرجه من الذين وقفوا على مواليد الخلق واستُودعوا أسرار الحقّ ، فأمكن أن يؤذن له بالإعلان بالتوسّل بالإمامين خاصّة ، فما في ذلك الدعاء لسرّ ومناسبة هو أعلم بها ، وإلّا لم يحسن التوسّل بأحد منهم بالخصوص في أمر مخصوص بدون التوسّل بسيّد الكلّ محمَّد صلىاللهعليهوآله. وقد ورد عنهم عليهمالسلام في موارد كثيرة كأدعية الساعات والأيّام وغيرها التوسّل بفرد خاصّ دون غيره منهم. وقد روي عنهم التصريح بالأمر بالتوسّل بكلّ واحد منهم على حدَته في أمر مخصوص ، فتتبّع.
فليس فيما ذكره دلالة بوجه ، وتعليله عليل جدّاً ، بل تركه من مثله هو المناسب ، والله العالم. بل ما ورد من أن مولد الباقر عليهالسلام في غرّة رجب (٦) تضمّن ما ينافي هذا الاستدلال ، وربّما قيل : إنه ولد في الثاني والعشرين من رجب. وهما ضعيفان ؛ لندور
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٦ : ١٩ / ب ٦.
(٢) كشف الغمّة ١ : ٦٠.
(٣) الدروس ٢ : ٦.
(٤) مصباح المتهجّد : ٧٨٢.
(٥) مصباح المتهجّد : ٧٤١ (حجري).
(٦) مصباح المتهجّد : ٧٣٧ (حجري) ، إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٥٩ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٢١٢ / ١.