على يدي السنديّ بن شاهك يوم الجمعة لستّ بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وقيل : سنة ستّ وثمانين. كان مقامه مع أبيه عشرين سنة ، ويقال : تسع عشرة ، وبعد أبيه خمساً وثلاثين ، ودفن ببغداد بالجانب الغربيّ في المقبرة المعروفة بمقابر قريش من باب التبن ، فصار باب الحوائج. عاش أربعاً وخمسين سنة) (١).
هذا في النسخة التي بين يديّ ، وكأنّه تحريف من الكاتب ؛ إذ المنطبق على ما اختاره من أن مدة إقامته مع أبيه عشرون سنة وبعده خمس وثلاثون أن يكون عمره الشريف خمساً وخمسين لا أربعاً وخمسين.
وروى الصدوق بسنده عن عتاب بن أُسيد عن جماعة من مشايخ أهل المدينة قالوا : (لمّا مضى خمس عشرة سنة من ملك الرشيد استشهد وليّ الله موسى بن جعفر عليهماالسلام مسموماً ، سمّه السنديّ بن شاهك بأمر الرشيد في الحبس المعروف بدار المسيّب بباب الكوفة ، وفيه السدرة. ومضى عليهالسلام إلى رضوان الله تعالى وكرامته يوم الجمعة لخمس خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وقد تمّ عمره أربعاً وخمسين سنة. وتربته بمدينة السلام في الجانب الغربيّ بباب التبن في المقبرة المعروفة بمقابر قريش) (٢).
وبسنده عن سليمان بن حفص المروزيّ قال : (إن هارون الرشيد قبض على موسى بن جعفر عليهماالسلام سنة تسع وسبعين ومائة ، وتوفّيَ في حبسه ببغداد لخمس ليالٍ بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة من الهجرة وهو ابن سبع وأربعين سنة ، ودفن بمقابر قريش. وكانت إمامته خمساً وثلاثين سنة وخمسة أشهر. وأُمّه أُمّ ولد يقال لها حميدة ، وهي أُمّ أخويه إسحاق ومحمّد) (٣).
والحاصل أن عام انتقاله إلى دار كرامة الله هو الثالث والثمانون بعد المائة بالنصّ والإجماع ، وما خالف ذلك شاذّ محمول على التقيّة. وكان في شهر رجب بالإجماع ،
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٤٩.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٩٩ / ٤.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٠٤ ١٠٥ / ٧.