الحسن : يا أبه قد قبلتها.
قال القاسم : على ماذا؟ قال : على ما تأمرني به يا أبه ، قال : على أن ترجع عمّا أنت عليه من شرب الخمر ، قال الحسن : يا أبه وحقّ من أنت في ذكره لأرجعَنَّ عن شرب الخمر ، ومع الخمر أشياء لا تعرفها ، فرفع القاسم يده إلى السماء ، وقال : اللهم ألهِم الحسن طاعتَكَ وجنّبه معصيتَكَ ، ثلاث مرّات.
ثم دعا بدرج فكتب وصيّته بيده رحمهالله وكانت الضياع التي في يده لمولانا وقفاً وقفه ، وكان فيما أوصى الحسن ، أنْ قال : يا بني إنْ أُهلت لهذا الأمر يعني : الوكالة لمولانا فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بفرجيدة ، وسائرها ملك لمولاي ، إلى أن ذكر وفاته ، وقال : فلما كان بعد مدّة يسيرة ورد كتاب تعزية على الحسن مولانا عليهالسلام في آخره دعاء : ألهمك الله طاعته وجنّبك معصيته ، وهو الدعاء الذي كان دعا به أبوه ، وفي آخره : قد جعلنا أباك إماماً لك وفعاله لك مثالاً (١).
[٥٤٣] الحَسَن بن كثير الكوفيّ البجليّ :
من أصحاب الصادق عليهالسلام (٢) وفي إرشاد المفيد مسنداً عنه : قال : شكوت إلى أبي جعفر محمّد بن علي عليهماالسلام الحاجة وجفاء الإخوان ، قال : « من الأخ أخٌ يزغلك (٣) غنياً ويقطعك فقيراً » ، ثم أمر غُلامه فأخرج
__________________
(١) كتاب الغيبة : ٣١٠ ٣١٥.
(٢) رجال الشيخ : ١٦٦ / ١٤.
(٣) في المصدر : يرعاك ، و (يزغلك) صحيحة ، ويراد بها هنا : احتضانك ، والاهتمام بأُمورك ، وتفقد أحوالك ، والحنو عليك ، وهذه اللفظة متضمنة لـ (يرعاك) إلاّ أنّه أبلغ منها ، مستعارة من قولهم : أزغلت الأُم وليدها إذا أرضعته. لسان العرب ١١ : ٣٠٤ زغل.