الله في يزيد. ثم ذرفت عيناه (صلى الله عليه آله) ، ثم قال : نعي إلي حسين وأُتيت بتربته وأُخبرت بقاتله ، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعاً. ثم قال : واهاً لفراخ آل محمد (صلى الله عليه وآله) من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف ، أمسك يا معاذ. فلما بلغت عشرة قال : الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام يبوء بدمه رجل من أهل البيت يسل الله سيفه ، فلا غماد له ، واختلف الناس وكانوا هكذا ـ وشبك بين أصابعه ـ ثم قال : بعد العشرين ومئة موت سريع وقتل ذريع ففيه هلاكهم ، ويلي عليهم رجل من ولد العباس » (١).
الحادي عشر : ما روي عن الشهيد أنس بن الحارث
أبو نعيم : حدثنا منصور بن محمد بن منصور الوكيل الإصبهاني ، حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي ، حدثنا البخاري ، حدثني محمد صاحب لنا خراساني قال : حدثنا سعيد بن عبدالملك بن واقد الجزري ، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف ، عن الأشعث بن سحيم ، عن أبيه ، عن أنس بن الحارث (رضي الله عنه) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : « إن ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره ». قال : فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين (٢).
القرطبي : ذكر أبو علي سعيد بن عثمان السكن الحافظ ، قال : حدثنا أبو
__________________
(١) المعجم الكبير ٢٠ / ٣٨ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٧ ، وأعلّه بمجاشع ، وهو لم ينفرد به.
(٢) دلائل النبوة / ٤٨٦ ، واشار إليه البخاري في تاريخه الكبير ٢ / ٣٠ ، ورواه ابن حجر في الإصابة في ترجمة أنس ، الرقم ٢٦٦ ، ثم قال : رواه البغوي وابن السكن وغيرهما. البداية والنهاية ٨ / ٢١٧. اُسد الغابة ١ / ١٤٦ ، وكل من تعرض لترجمة أنس بن الحارث (رضي الله عنه).