قال غرفة : دخلني شك من شأن علي فخرجت معه على شاطئ الفرات فعدل عن الطريق ووقف حوله ، فقال بيده : « هذا موضع رواحلهم ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم ، بأبي من لا ناصر له في الأرض ولا في السماء إلا الله ». فلما قتل الحسين خرجت حتى أتيت المكان الذي قُتلوا فيه فإذا هو كما قال ما أخطأ شيئاً. قال : فاستغفرت الله مما كان مني من الشك وعلمت أن علياً (عليه السلام) لم يقدم إلا بما عهد إليه فيه (١).
ابن أبي الحديد : قال نصر (٢) : حدثنا سعيد بن حكيم العبسي (٣) ، عن الحسن بن كثير ، عن أبيه (٤) ، أن علياً (عليه السلام) أتى كربلاء ، فوقف بها ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، هذه كربلاء. فقال : « كرب وبلاء ، ثم أومأ بيده إلى مكان ، فقال : هاهنا موضع رحالهم ، ومناخ ركابهم. ثم أومأ إلى مكان آخر ، فقال : هاهنا مراق دمائهم ». ثم مضى إلى ساباط (٥).
ابن عساكر : بسند متصل عن ابن سعد ، بسنده عن الشعبي قال : قال علي (عليه السلام) وهو على شاطئ الفرات : « صبراً أبا عبدالله. ثم قال : دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعيناه تفيضان ، فقلت : أحَدَث حدث؟ قال : أخبرني
__________________
(١) أسد الغابة ٤ / ١٦٩ قال : أخرجه ابن الدباغ مستدركاً على أبي عمر ، وغرفة يقال له صحبة.
(٢) هو نصر بن مزاحم الكوفي ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وقدح فيه البعض لتشيعه ، وقال عنه ابن أبي الحديد : وهو ثبت صحيح النقل غير منسوب إلى هوى.
(٣) ذكره ابن حبان في الثقات.
(٤) ذكرهما ابن حبان في الثقات.
(٥) شرح نهج البلاغة ٣ / ١٧١ ، ووقعة صفين / ١٤٢ ، تحقيق عبد السلام محمد هاورن.