٢٢ / قال الذهبي : قرأت على أحمد بن إسحاق ، أخبركم الفتح ابن عبدالسلام ... أنبأنا عمر بن شبة ، أنبأنا عبيد بن جناد ، أخبرني عطاء بن مسلم قال : قال السدي : أتيت كربلاء أبيع البزّ بها ، فعمل لنا رجل من طي طعاماً فتعشينا عنده ، فذكرنا مقتل الحسين (عليه السلام) ، فقلنا : ما شرك في قتله إلا مات بأسوء ميتة. فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق! فأنا ممن شرك في ذلك ، فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد ، فنفِط ، فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه فأخذت النار فيها ، فذهب يطفئها بريقه ، فأخذت النار في لحيته ، فغدا فألقى نفسه في الماء ، فرأيته كأنه حُممة.
قال الذهبي : قلت : السدي راوي هذه الكرامة هو السدي الكبير وهو ثقة بخلاف السدي الصغير فهو هالك. والكرامات التي ظهرت عند مقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) فيمن قتله أو أعان عليه كثير يطول تتبعها (١).
قال الله تعالى إني قاتلٌ بالحسين سبعين ألفاً
الحاكم : حدثنا أبو بكر بن عبدالله الشافعي من أصل كتابه ، ثنا محمد بن شداد المسمعي ، ثنا أبو نعيم.
وحدثني أبو محمد الحسن بن محمد السبيعي الحافظ (٢) ، ثنا عبدالله بن
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٤ / ٢٣٣ بسند متصل إلى عمر بن شبة ، وتهذيب الكمال ٦ / ٤٣٦ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩٠٩ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣١٣.
(٢) هو الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السبيعي أبو محمد ، ذكره الذهبي في تذكر الحفاظ / ٩٥٢ ، الرقم ٨٩٨ ، وقال : وكان عسراً في الرواية زعر الأخلاق من أئمة هذا الشأن على تشيّع فيه. وثقه ابو الفتح بن أبي الفوارس. وقال ابن أُسامة : لو لم يكن للحلبيين من الفضل إلا الحسن لكفاهم ، كان وجيهاً عند الملك سيف الدولة ، وكان يزور السبيعي في داره ، وصنف له كتاب التبصرة في فضل