أصدق المَظاهر الدينيَّة
ليس في التعبير عن الحسين (عليه السّلام) بآية الحَقِّ ، أو رمز السّلام ، أو نحوهما مُبالغة ما ؛ إذ كان ـ والحَقُّ يُقال ـ مِثال الحَقِّ والإسلام ، في كلِّ أحواله وأقواله وأعماله ، فلمْ تَكن المُرآة المواجهة للشمس ، أصدق حكاية عنها ، مِن الإمام (عليه السّلام) عن الإسلام.
ولا بُدع ، فإنَّ الناهض حَقَّاً بحقيقة ، يجب أنْ يُمثِّلها بكلِّ أطواره في كلِّ أدواره ، والحسين بن علي (عليه السّلام) غَدا في نهضته ، أُمثولة الحَقِّ الصرَّاح ، وحاكياً عنه حكاية الزجاجة عن المِصباح ؛ فأظهر الحقيقة في : كُتبه ، وخُطبه ، وأقواله ، وأحواله ، فقدَّم خُطورة الدين على خُطورة السكن والوطن ، وقَدَّم حُرمة حرم الله وحرم رسوله (صلَّى الله عليه وآله) على حُرمة نفسه ، وأجاب دعوة مَن لا يُوثَق بولائهم ودعائهم ، وخَسر في سبيل أُمَّته ، صَفوة أحبَّته ونُخبَة عشريته ، وضايق نفسه حِفظاً لظواهر الدين ، واستفرغ وِسعه وقواه في نصيحة أعداء الدين ، وبذل النفس والنفيس في سبيل مَصلحة الدين.
كلُّ ذلك ، وغير ذلك ؛ ليذُكِّرهم الله ، ويستهديهم بكتاب الله ،