مبادئ قضيَّة الحسين (عليه السّلام)
كلُّ الذين دوّنوا قضية الحسين (عليه السّلام) ، أخذوا سِلسلتها مَن أوساطها ، أيْ مِن حين البيعة ليزيد ، في حين أنَّ القضية تَبتدئ مِن عَهد أبي سفيان ، ومحمّد (صلَّى الله عليه وآله) ، إنْ لمْ نَقُل مِن قبل ، ومِن عَهد هاشم وعبد شمس ؛ فإنّ أبا سفيان (جَدَّ يزيد) ، إذ رأى محمّداً (صلَّى الله عليه وآله) (جَدَّ الحسين) (عليه السلام) ، قد نهض في مَكَّة سنة ٦١٠ ميلادي ، يدعو العرب إلى توحيد المعبود ، والاتِّحاد في طاعته ، حَسِبَ أنَّه سيَهدم مَجْد عبد شمس ورياستهم ، ويبني بيت مَجد مرصوص الأساس ، ويَعمّ ظِلّه الظَليل عامَّة الناس ؛ فاندفع بكلِّ قِواه إلى مُعارضته ؛ ففعل ما فعل في مُقاومة النبي (صلَّى الله عليه وآله) ، وإهانته ، وتفريق أعوانه ، وتحشيد الناس لمُحاربته ؛ حتَّى كان ما كان بأيِّام بدر وأُحد ، وهما مِثالان للحَقِّ والباطل ، وأمْرُ محمّد (صلَّى الله عليه وآله) يقوى انتشاره ومَناره ؛ حتَّى رمى حِزبُ أبي سفيان آخر نَبلة مِن كنانته ، ولم يُفلح ، (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) (١) ، وذلك أنَّ