وِلاية ابن سعد وقيادته
كان التخوّف مِن تسرُّب الدعوة الحسينيَّة ، إلى ما وراء الفرات وحدود العَجم ، لا يقتصر عن التخوُّف مِن قدومه الكوفة ؛ لأنّ القِطريَن العراقي والفارسي ، بينهما عَلائق مُتواصلة ، ومصالح مُتبادلة ، حتَّى لقد كان إعزام عمر بن سعد ، إلى حرب الحسين (عليه السّلام) ، مع ترشُّحه لولاية الري ، بعض فصول هذه الرواية المُحزِنة ؛ فإنَّ ولاية إيران لا تكاد تَستقرُّ لابن سعد ، والحسين (عليه السّلام) مُتوجِّه إليها بدعوة نافعة ، وحُجَّة بالغة ، وعائلة مِن لُحمة النبي (صلَّى الله عليه وآله) ، وبين الحسين (عليه السّلام) ، وبين الفرس مُصاهَرة في العائلة المالكة المُنقرضة ، وكلّ هذه عوامل قويَّة ، لنفوذ الدعوة الحسينيَّة في بلاد كِسرى ؛ فلم يَجِد والي العِراقين سبيلاً إلى إماتة هذا الشِعار ، وإيقاف هذا التيَّار ، خَيراً مِن ترشيح عمر بن سعد لولاية الري ، وقد كان أبوه سعد بن أبي وقَّاص مِن قوَّاد جيشها الفاتح ، فلهم مِن شهرته كلُّ الرعب ، وله تمام الرغبة فيهم ؛ إذ كانت ولاية الري مُمتازة المَنافع ، مُتنوِّعة المَطامع ، وظاهر أنَّ ولايتها يومئذ كانت ذات صلة قويّة ، بإضعاف