الحركات الإصلاحيَّة الضروريَّة
إذا كان نجاح الأُمَّة على يد القائد لزمامها ، وإصلاحها بصلاح إمامها ، فمِن أسوأ الخِيانات والجِنايات ترشيح غير الأكُفَّاء لرئاستها ورئاسة أعمالها ، وسَيَّان في المِيزان أنْ ترضى بقتل أُمَّتك ، أو ترضى برئاسة مِن لا أهليَّة له عليها ، وأيُّ أُمَّة اتَّخذت فاجرها إماماً ، وخَوَنَتها حُكَّاماً ، وجُهَّالها أعلاماً ، وجُبناءها أجناداً وقوّاداً ، فسُرعان ما تنقرض ، ولابد أنْ تنقرض.
هذا خطر مُحدِق بكلِّ أُمَّة ، لو لمْ يَتداركه ناهضون مُصلحون ، وعلماء مُخلِصون ، وألسنة حَقٍّ ، تأمر بالمعروف وتَنهى عن المُنكر ، فيوقِفون المُعتدي عند حَدِّه ، ويضربون على يده.
وبتشريع هذا العِلاج ، درأ نَبيُّ الاسلام عن أُمَّته هذا الخطر الوبيل ، ففرض على الجميع أمر المعروف ، ونهي المُنكَر بعد تهديداته المُعتدين ، وضماناته للناهضين ، وقد صَحَّ عنه (صلَّى الله عليه وآله) قوله : «سيِّد الشهداء عند الله عَمِّي حَمزة ، ورجُلٌ خرج على إمام جائِر ، يأمره وينهاه فقتله». كما صَحَّ عنه قوله : (كلُّكم راعٍ وكلُّكم مَسؤول عن