بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أمَّا بعد الحمد والصلاة ، فقد حدا بيَّ إلى تأليف كتابي هذا ، غفلة أكثر الأجانب مِن تاريخ الحركة الحُسينيَّة ، وجهلهم بخَفاياها ومَزاياها (وهي النَّواة لحركات عالميَّة) ، حتَّى أنَّ بعض الأغيار ؛ إذ وجد هياج العالم ، وحِداد الأُمَم ، ومُظاهرات العرب والعَجم ، اندفع بتأثُّره العظيم ، قائلاً : ما هذا؟ ولماذا؟ وهل الحسين إلاَّ رجُلٍ خرج على خليفة عصره ، ثمَّ لمْ يَنجح؟.
نعم ، سنَعرفه ما هذا ولماذا ، ومَن الحسين الناهض ، ومَن المُعارَض ، وما هي غايات الفريقين ، كلُّ ذلك بهذا الكتاب ، الذي جمع النظريَّات النفيسة ، مع النظريَّات التاريخيَّة ، إلى المَرويَّات المُوثَّقة مِن كُتُب التواريخ المُعتبرة المُؤرَّخة قبل سنة أربع مائة هِجريَّة ، في سَبك وَجيز ، وأُسلوب مُمتاز ، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).
|
هِبَة الدين الحسيني الشهرستاني ١٥ مُحرَّم الحرام سنة ١٣٤٤ هـ |