اهتمام الإمام بالمَوعظة والنصيحة
سيرة الحسين (عليه السّلام) ، سِلسلة أدلَّة على قوَّة حُسن ظَنِّه بالناس ، وإنَّ نفسه كانت مُفعَمة بآمال الخير فيهم ، ولا غَرو ؛ فإنَّ قوَّة آمال الناهضين تُقاس بقوَّة اعتقادهم بحَقِّهم ، والحسين (عليه السّلام) كان رمز الإيمان ، وآية الحَقِّ ، ويرى حَقَّه كما يرى الشمس في رابعة النهار ، فحَريٌّ بأنْ يكون على الدوام مُتفألاًّ وبشيراً ، وهو يرى أكثر الناس ، نحو ما يرى نفسه مُستعدِّين لعبادة الحَقِّ ، إذا صادفوا الدليل ، فكان الحسين (عليه السّلام) يُعامل أعداءه مُعاملة مَن يَحترمون الحَقَّ ، بينما هم غافلون عنه ، فكان يبذل قُصارى الجُهد في تنوير أفكارهم بالاحتجاجات ، وإقامة المُظاهرات ، ويستفرغ وسعه في إنذارهم وإخطارهم ، بالرُسل والخُطب.
وجمهور خصومه كانوا مِن سَفلة البشر ، وعَبدة الطاغوت ، أولئك الذين لا يُقيمون للحَقِّ وزناً ، ولا يرون لغير المال والقوَّة شأناً ؛ وعليه قام حسين الإيمان ، بمُظاهرة باهرة ، بعد اليأس مِن سماح القوم له بالرجوع ، فلَبس عِمامة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)