وصحبه وآله ، وعشرات مِن نسوة وصِبيَة ، يُعانون هم وخيلهم العَطش في شهر آب اللَّهاب بعراء ، لا ماء فيه ولا كَلاء ، والخيل تصهل طالبة الماء ، والنسوة تَعجُّ لحاجتها إلى الماء ، والصِبيَة تَضجُّ وتنتظر الماء ، والرضيع يَصرخ ؛ إذ جفَّت مَراضعه ، والماء يَلمح جارياً بأعينهم ، والمانعون ينتحلون الإسلام ، وكلُّ هاتيك المَظالم القاسية ، مِن أجل أنَّ الحسين (عليه السّلام) ، لم يَضع يده في أيدي الظالمين ، يُبايعهم على مَحو كتاب الله ، وسُنَّة نبيه (صلَّى الله عليه وآله) ، وقد كان لسان الحال مِن حسين العُلا يقول : إنَّ في وِسعكم أيُّها الأعداء ، تُضيِّقوا حدود مبدئي العالي ، ومقصدي العامّ ، وكذا في وسعكم أنْ تقضوا على حياتي ، وعلى صَحبي وعلى صِبيَتي ، ولكنْ ليس في وسعكم قَطّ ، أنْ تقضوا على قَضيَّتي ، ولا على دعوتي ، ولا على فِكرتي ما دُمت حيَّاً ، وما دام المسلمون أحياء.