الصندوق الذي فيه رأس الحسين (عليه السّلام) من عسقلان (١) إلى مصر ، وبنو عليه مسجداً فخماً ، وحتّى اليوم يزار مسجد رأس الحسين (عليه السّلام).
ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني في طبقات الأولياء عند ترجمته للحسين (عليه السّلام) ، قال : دفنوا رأسه ببلاد المشرق ، ثمّ رشى عليه طلايع بن رزيك بثلاثين ألف دينار ونقله على مصر ، وبنى عليه المشهد الحسيني ، وخرج هو وعسكره حفاة إليه نحو الصالحية من طريق الشام ينقلون الرأس الشريف ، ثمّ وضعه طلايع في كيس من الحرير أخضر على كرسي آبنوس وفرشوا تحته المسك والعنبر والطيب قدر وزنه مراراً.
وممن قال : إنّ الرأس الشريف بالمشهد الذي بالقاهرة اليوم ، نقل إليها من عسقلان ، علي بن أبي بكر المشهور بالسائح الهروي ، المتوفّى سنة ٦١١ هـ ، قال [في] الإشارات إلى أماكن الزيارات عند كلامه على عسقلان : وبها مشهد الحسين (رضي الله عنه) ، كان رأسه بها ، فلما أخذتها الفرنج نقله المسلمون إلى مدينة القاهرة سنة ٥٤٩ هـ. وذكر مجير
__________________
(١) عسقلان : مدينة كانت على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين ، وكان يقال لها : عروس الشام ؛ لحسنها ، وهي ذات بساتين وضياع ، بها مشهد رأس الحسين (عليه السّلام) ، وهو مشهد عظيم ، وفيه ضريح الرأس والناس يتبركون به ، وقد نقل الفاطميّون رأس الحسين منها إلى مصر.