على قبر السيدة زينب في قرية الست من ضواحي الشام ، وذلك بعد أن ذكر (عطّر الله مرقده) طرفاً من ترجمتها ، والمقالة ذات فصول ، وهذا عنوان مشهدها (مشهد العقيلة).
وهذه اُمّ المصائب عقيلة الوحي والنبوة ، وخفرة علي وفاطمة (عليهما السّلام) ، زينب ، بلغ من عناية الله تعالى بها وكرامتها عليه أن كان مشهدها هذا منذ حلّت رمسه ، كلّ سنة هو أفخم وأعظم منه في سابقتها ، حتّى بلغ اليوم أوج العظمة والعلاء ، يطوف المسلمون بهذا المشهد ، ويعتصمون به ، فإذا هو على الدوام أمل الراغب الراجي عفو ربّه [عن] ذنوبه ، وأمن الراهب التائب الراجي في ستر عيوبه ، ويقضي حوائجه ، متوسلاً إليه تعالى باُمّ المصائب في سبيله (عزّ وجلّ).
هذا شأن المخلصين لله تعالى في حفظ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في عترته من بعده ، يعظمون شعائر الله تعالى : (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (١).
__________________
(١) سورة الحج / ٣٢.