المتأخّرون وأثبتوا ذلك في مؤلفاتهم ، وهذا المقريزي (١) لم يذكر لزينب الكبرى مشهداً في مصر ، وجلّ قوله في ما كان يعمل في يوم عاشوراء من سنة ثلاث وستين وثلاثمئة ، قال : انصرف خلق من الشيعة وأشياعهم إلى المشهدين ؛ قبر اُمِّ كلثوم ونفيسة ، ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالاتهم بالنياحة والبكاء على الحسين (عليه السّلام) ... إلخ.
وعند ذكره للشيعة (٢) ، وقد كانت مصر لا تخلو منهم في أيام الإخشيدية والكافورية في يوم عاشوراء عند قبر اُمّ كلثوم وقبر نفيسة ... إلخ ، ذكر واقعة الطفِّ ومقتل الحسين في نفس المصدر ، ويذكر زينب الكبرى ومواقفها يوم عاشوراء.
فالحقيقة هي أنّ المشهد الذي في مصر هو مشهد اُمّ كلثوم بنت علي (عليه السّلام) ، والمشهد الذي بالشام هو مشهد زينب الكبرى ، وقد تسلمته الشيعة عن بعيد ، وجيلاً عن جيل ، إذاً لا يرتاب أحد في ذلك أبداً.
وهذا الحجة الأكبر وإمام عصره سيدنا السيد عبد الحسين شرف الدين ، فإنّ رأيه الصواب ، وقوله الفصل يرى أنّ هذا هو مشهد العقيلة زينب الكبرى ، وله مقالة مسهبة بمناسبة وصول الضريح الأثري الذي تبرّع به المرحوم محمّد حبيب الباكستاني ، ونصب
__________________
(١) انظر الخطط المقريزيّة ٢ / ٢٨٩.
(٢) المصدر نفسه / ٢٩٠.