قبرها ، ووضع عليها ثوباً لفّها فيه ، وأخرجها فإذا هي بنت صغيرة دون البلوغ. وقد ذكرت ذلك لبعض الأفاضل ، فحدّثني به ناقلاً عن أشياخه. انتهى كلام الشبلنجي.
قلت : لم يذكر التاريخ أن رقية بنت علي (عليه السّلام) مدفونة بالشام ، وإنّما المأثور والمنقول أنّ هذه هي الطفلة رقية بنت الحسين بن علي (عليه السّلام) التي توفيت بالخربة ، والذي يؤكّد ذلك قول الشبلنجي نفسه : (إذاً هي بنت صغيرة) ، وقبرها اليوم في سوق الشام في الجامع المعروف باسمها ، يزار ويتبرك به ، وقد جدّدوا ضريحه قبل أعوام ، وأرّخت عام تجديده (حول ضريح رقية).
وأمّا السيد [الذي] نزل في قبرها وأخرجها ، ووضع عليها ثوباً لفّها فيه ثمّ دفنها بمكانها ، هو جد الأسرة السادة آل مرتضى ، وهم سدنة مرقد السيدة زينب بنت الإمام علي (عليه السّلام) المدفونة في قرية (راوية) ، وتُعرف اليوم بقرية الست زينب (عليها السّلام).
وسدانة هذا المرقد تقوم به اليوم هذه الأسرة العلوية والدوحة الهاشمية منذ مئات الأعوام ، السادة أل مرتضى يتوارثون هذه السدانة وخدمة هذه العتبة المشرفة يداً عن يد ، ويتسلّم مفاتيح هذه الروضة المباركة الخلف بعد السلف.
ولقد وفّق الله تعالى في الآونة الأخيرة حضرة الوجيه ، والتاجر الشهير ، المحب للخير ، والقائم بشعائر الدين الحاج مهدي البهبهاني فكرّس أوقاته لتشييد وتعمير هذه العتبة ،