افلاطون ولا يعتبر مثله الجدل علماً او منهج علم ، بل استدلالاً احتمالياً يستعمل غالباً في الخطابة.
والفرق الآخر بينهما في المنطق هو أن أفلاطون يعتبر الماهيات التي في الذهن صوراً للمثل التي رأتها النفس في السماء قبل حلولها الجسد ، أما ارسطو فيعتبر تلك الماهيات صوراً للأشياء الحسية جردها الذهن بواسطة الحواس منها.
ولا خلاف بين الرجلين في مباديء المنطق : مبدأ عدم التناقص ومبدأ العلية ، ولا في القسمة. بيد ان ارسطو حصر فائدة القسمة في نطاق ضيّق من القياس ، بينما اعتمدها افلاطون منهجاً عاماً للجدل.
وأراد الفارابي ، رابعاً ، أن يوفق بين رأيي الحكيمين اليونانيين في الابصار : رأي افلاطون القائل ان الابصار يتم بخروج شيء من العين الي الشيء المبصر ، ورأي ارسطو المعاكس القائل ان الابصار يتم بخروج شيء من الشيء المبصر الي العين. فأرجع الخلاف الظاهر بينهما الي استعمال لفظ الخروج المشترك. فهو يحمّل اللغة وزر التناقض الحاصل بين الفيلسوفين. وقد كان الفارابي رائداً في التخريج اللغوي لحل الاشكالات والتناقضات الفلسفية ، وتبعه في ذلك الغزالي وابن رشد من الفلاسفة العرب ، ثم اصحاب المذهب التحليلي في الفلسفة المعاصرة.
والمسألة الخامسة التي ابتغي ابو نصر ان يوفق فيها بين افلاطون وارسطو هي الاخلاق. وتوقف عند مسألة خلقية واحدة هي مبدأ