المقدمة
يحتل كتاب «الجمع بين رأيي الحكيمين ، أفلاطون الإلهي وأرسطوطاليس» مرتبة خاصة بين مؤلفات الفارابي ، لأنه يطلعنا علي مدي استيعاب صاحبه للفلسفة اليونانية ، ومقدار فهمه اياها ، وموقفه منها ، وأسباب ذلك.
لقد وضع أبو نصر هذا الكتاب قبل تأليف «آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها» و «السياسة المدنية»، اللذين كتبهما في المرحلة الأخيرة من حياته. ولكنه مهد له بكتاب سابق هو «تحصيل السعادة» والدليل علي ذلك ما ورد في آخر كتاب «تحصيل السعادة» حيث يلعن عزمه الكلام علي الفيلسوفين اليونانيين افلاطون وارسطو. وكأن هذا الكتاب الذي نقدم له الآن تتمة لكتاب «تحصيل السعادة» ، أو كأن كتاب تحصيل السعادة ليس سوي مقدمة لكتاب «الجمع بين رأيي الحكيمين افلاطون الإلهي وارسطوطاليس».
تناول في الكتاب السابق الطريق المؤدية الي السعادة ضالة الانسان المنشودة ، وغايته الأخيرة ، وخيره الأقصي ، فوجدها في تحصيل العلوم