ونقول :
أولاً : لقد تحدث الأستاذ الخنيزي حول أسانيد هذه الرواية بما فيه الكفاية (١) فليراجعه من أراد.
ثانياً : إن هذه الآية لا تنطبق على أبي طالب عليهالسلام بأي وجه؛ لأن الله تعالى يقول قبلها :
(وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأولينَ ، وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (٢).
فضمائر الجمع ، وهي كلمة : «هم» ، وفاعل «ينهون» و «ينأون» ترجع كلها إلى من ذكرهم الله في تلك الآية ، وهم المشركون ، الذين إن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ، ويجادلون الرسول في هذه الآيات ، ويصفونها من عنادهم بأنها أساطير الأولين.
ولا يقف عنادهم عند هذا الحد ، بل يتجاوزه إلى أنهم : ينهون الناس عن الاستماع إلى النبي محمد صلىاللهعليهوآله ، كما أنهم هم أنفسهم يبتعدون عنه.
وهذه الصفات كلها لا تنطبق على أبي طالب عليهالسلام ، الذي لم نجد منه إلا التشجيع على اتباع النبي صلىاللهعليهوآله ، والنصرة له
__________________
(١) أبو طالب مؤمن قريش ص ٣٠٥ / ٣٠٦.
(٢) الآيتان ٢٥ و ٢٦ من سورة الأنعام.