شركهما ، وكلاهما كان شاعراً ، عارماً ، فاتكاً.
وكان عمارة بن الوليد جميلاً وسيماً ، تهواه النساء ، صاحب محادثة لهن. فركبا البحر ، ومع عمرو بن العاص امرأته ، حتى إذا صاروا في البحر ليالي ، أصابا من خمر معهما ، فلما انتشى عمارة قال لامرأة عمرو بن العاص : قبليني.
فقال لها عمرو : قبلي ابن عمك ، فقبلته.
فهويها عمارة ، وجعل يراودها عن نفسها ، فامتنعت منه.
ثم إن عمرواً جلس على منجاف (١) السفينة يبول ، فدفعه عمارة في البحر ، فلما وقع عمرو سبح ، حتى أخذ بمنجاف السفينة ، فقال له عمارة : أما والله لو علمت أنك سابح ما طرحتك ، ولكنني كنت أظن أنك لا تحسن السباحة ، فضغن عمرو عليه في نفسه ، وعلم أنه كان أراد قتله ، ومضيا حتى قدما أرض الحبشة.
فلما نزلاها كتب عمرو إلى أبيه العاص بن وائل :
أن اخلعني ، وتبرَّأ من جريرتي إلى بنى المغيرة ، وسائر بني مخزوم ، وخشي على أبيه أن يُتبع بجريرته.
فلما قدم الكتاب على العاص ، مشى إلى رجال بني المغيرة وبني مخزوم ، فقال :
إن هذين الرجلين قد خرجا حيث علمتم ، وكلاهما فاتك صاحب
__________________
(١) المنجاف : سكان السفينة.