كلمته ، وعظموا أمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذناباً ، ودورها خراباً ، وضعفاؤها أرباباً ، إذ أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ، قد محضته العرب ودادها ، وأصفت له بلادها ، وأعطته قيادها ..
يا معشر قريش ، كونوا له ولاة ، ولحزبه حماة ، والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد ، ولو كان لنفسي مدة ، وفي أجلي تأخير ، لكففت عنه الهزاهز ، ولدفعت عنه الدواهي» ..
هذا ما جاء في بلوغ الإرب ، وزاد في روضة الواعظين قوله :
«غير أني أشهد بشهادته ، وأعظم مقالته» (١).
__________________
(١) راجع : شيخ الأبطح ص ٤ و ٤٩ عن بلوغ الإرب ج ١ ص ٣٢٧ و ٣٢٨ ط ٢ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٢٩ وعن السيرة الحلبية ج ١ ص ٣٥٢ وعن أحمد زيني دحلان.