فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٣))
تفسير المفردات
كفر : أي سحر ، والسحر : لغة كل ما لطف مأخذه وخفى سببه ، وسحره : خدعه ، وجاء في كلامهم : عين ساحرة وعيون سواحر ، وفي الحديث : «إن من البيان لسحرا» والإنزال : الإلهام ، وسمى بذلك لأنهما ألهماه واهتديا إليه من غير معلم ، والملكان : رجلان صاحبا هيبة ووقار يجلهما الناس ويحترمونهما ، وبابل : بلد بالعراق لها شهرة تاريخية قديمة ، والخلاق : النصيب والحظ ، وشروا : أي باعوا.
المعنى الجملي
بين سبحانه في هذه الآيات حالا من أحوالهم هى علة ما يصدر عنهم من جحود وعناد ومعاداة للنبى صلى الله عليه وسلم ، هى أن فريقا منهم نبذوا كتاب الله الذي به يفخرون ، حين جاء الرسول بكتاب مصدق لما بين أيديهم ، فإن ما في كتابهم من البشارة بنبي يجىء من ولد إسماعيل لا ينطبق إلا على هذا النبي الكريم.
وليس المراد أنهم نبذوا الكتاب جملة وتفصيلا ، بل نبذوا منه ما يبشر بالنبي صلى الله عليه وسلم ويبين صفاته وما يأمرهم بالإيمان به واتباعه ، ولا شك أن ترك بعضه كترك كله ، إذ أنه يذهب باحترام الوحى ويفتح الباب لترك الباقي.