وانتشارا لهديه ، وهم يودون أن تدور عليكم الدوائر ، وينتهى أمركم ويزول دينكم من صفحة الوجود.
(وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) أي إن حسد الحاسد يدل على أنه ساخط على ربه معترض عليه ، لأنه أنعم على المحسود بما أنعم ، والله لا يصيره سخط الساخطين ، ولا يحوّل مجارى نعمته حسد الحاسدين ، فهو يختصّ من يشاء برحمته متى شاء ، وهو ذو الفضل العظيم على من اختاره للنبوة ، وهو صاحب الإحسان والمنّة وكل عباده غارق في بحار نعمته ، فلا ينبغى لأحد أن يحسد أحدا على خير أصابه ، وفضل أوتيه من عند ربه.
(ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٠٧) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٠٨))
تفسير المفردات
النسخ في اللغة الإزالة ، يقال نسخت الشمس الظل : أي أزالته ، والإنساء : إذهاب الآية من ذاكرة النبي صلى الله عليه وسلم بعد تبليغها إياه ، والولي : القريب والصديق ، والنصير : المعين ، والفارق بينهما أن الولي قد يضعف عن النصرة ، والنصير : قد يكون أجنبيا عمن ينصره ، والسؤال : الاقتراح المقصود به التعنت ، وبدل وتبدل واستبدل جعل شيئا موضع آخر ، وضلّ : عدل وجار ، والسواء : من كل شىء الوسط ، ومنه قوله : (فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) والسبيل : الطريق.